المشاركات

عرض المشاركات من مارس ١٨, ٢٠٠٥

قراءة لاشعرية في دواوين محمد السعدي الشعرية.

صورة
(1) هناك حقيقة واحدة في الشعر : إما أن تكون شاعرا أو لا تكون . وليس في وسع المرء إلا أن يتقبل هذا التبسيط المخل بروح الشعر نفسه إذا أراد أن يفهم طبيعة الشعر في بساطته وعنفوانه، فمهما حاولنا أن نختلف حول شعرية نص من النصوص فإننا في الأخير لا نختلف حول جمالية اللغة التي تحتويه والشعور الجميل الذي يصدر عن إيحاءاته وصوره، ولكننا مع ذلك لو أجهدنا أنفسنا في البحث عن معايير نتفق حولها في شعرية نص من النصوص فإننا نكتفي كما عند "الرياضيين" بموضوعات أو مسلمات ننطلق منها في أحكامنا، فكثير من "الكلام" الذي يتصدر صحافتنا الحديثة، بل الكثير مما يطبع هذه الأيام ليس فيه من الشعر إلا الاسم، وإذا طلبت مني أن أستدل على لاشعريته رأيتني عاجزا عن أن أعطيك دليلا واحدا أهدُّ به هذا الكلام مادمت ترى أنت أن هذا "الكلام" هو شعر كغيره من الشعر. إن المسألة هنا تتعلق بتقاليد القراءة "الشعرية" أكثر مما تتعلق بالشعر نفسه، وعلى هذا الأساس تستطيع أن تأخذ أي نص من النصوص لتقرأه قراءة شعرية مجردة عن سياقه فتصنفه في الشعر وأنت مرتاح البال، مطمئن النفس، لا يحاسبك أحد ما