نظام البطاقات البحثية واحد من أقدم التقنيات وأشهرها في تنظيم المعرفة وتجميعها. ومرد ذلك إلى قدرة التعامل التعامل معها أثناء استرجاع المعلومات من أجل دراستها، فهي بمثابة قواعد للبيانات يعود إليها الباحث عند الضرورة لأنها تعفيه من العودة للكتاب. لكن مع التطور الهائل في مجال الحاسوب كادت هذه التقنية أن تختفي. هذه دعوة للرجوع إلى هذه التقنية الجميلة البسيطة إذا كنت مدمنا على شم رائحة الورق والمداد! نموذج 1 يتعلق بمعلومات مختصرة عن الكتاب وفكرته المركزية نموذج 2 مجموعة من الألوان التمييزية بين كتب مختلفة الأتجاهات صندوق تجميع وتصنيف بلاستيكي. الجمع بين البطاقات ودفتر الملاحظات الشخصية أجمل لحظات الكتابة: الصمت المطبق مع كأس شاي على الطريقة المغربية الوجدية ! صندوق تجميع خشبي ! طريقة التجميع بواسطة الأظرفة !
هذا شرح الشيخ الجليل محمد السحابي في قراءة نافع المدني بطرقه العشرة على منظومة عقد الدرر. وما جمعتُ هذه الدروس هنا إلا مساهمة في نشرها والتعريف بها. وهذا هو الدرس السابع:
الفصل الأول : ينتابني في كثير من صباحات([1]) الصيف القائظة شعور غريب بالدهشة وأنا أرتشف قهوتي الصباحية، وعلى الطاولة سكين بجانب باقة من الورد الأحمر، لقد رتبت هذه الأشياء فوق الطاولة بشكل غير مقصود، ولا مجال فيها لتدخل الذوق، ولا لحسابات المهووسين، ولكن مع ذلك يبدو لي، كما يبدو لزواري، أن هناك تدخلا بشريا يريد أن يفرض معنى لهذه الأشياء، وأن يجعل ثمة توافقا على نسق معد سلفا لمساءلة الطاولة، الواقع أن هذا الصنيع ليس صنيعي، وإنما هي عادة تعلمتها من الأولياء الصالحين، المبجلين بكل القداسة والمحبة السرمدية، ومع أنني بريء وطاهر حتى في اختيار كلماتي القصصية فإن بعض القراء ما يزالون يلحون في طلب جواب مقنع، حسنا، لنرتب المائدة بشكل آخر، الورود الحمراء نستبدلها بورود أخرى صفراء، والسكين نستبدلها بملعقة قديمة متهرئة، والقهوة نستبدلها بكأس حليب دافئ، لنبعد الكرسي قليلا عن المائدة، أو لنكون أكثر تحضرا ولا نبدو لأصحاب الذوق جلفا غلاظا، لنضف كرسيا آخر ونحضر خصرا رقيقا أو وجها جميلا متألقا، هل تبدو هذه الصورة أكثر جمالا، لا شك أن الطاولة لا تتحمل كل هذه العناصر، ومع ذلك سنفترض أن للطاولة قلبا واسعا
تعليقات
إرسال تعليق