تفاحة google


ربما انتبه أغلب المتصفحين للإنترنت اليوم أن google غيرت شعارها إذ وضعت في صفحتها للبحث شعارها المألوف مع غصن من شجرة تفاح، ثم بعد ذلك تسقط تفاحة واحدة قليلا إلى الأسفل.
إنها قصة سقوط غيرت نظرة الإنسان إلى الأشياء. وربما تكون هذه السقطة هي أهم قفزة عرفتها الإنسانية منذ اختراع الكتابة.
إنها سقطة تفاحة لا أقل ولا أكثر.
وعدْتُ سنوات كثيرة إلى الوراء...!
يا إلهي، أنا لم تسقط على رأسي أية تفاحة في حياتي. بل حدث ما هو أفضع من مجرد سقوط تفاحة. وبدأت أعدد السقطات:
السقوط من الدراجة: النتيجة كسر خفيف واستمرت الحياة بعدها دون تأمل.
السقوط من الجبل في مغامرات الطفولة، والنجاة بأعجوبة، ثم تسنمر الحياة مرة أخرى. إني أخجل من نفسي...!
السقوط من فوق ظهر الحمار حدث أكثر من مرة....سقوط إثر سقوط لم يحرك في نفسي شيئا...إنني أخجل من نفسي مرة أخرى.
أما أمتنا الغالية العظيمة، فلو أردنا أن نكتب عن تاريخ السقوط فيها ما وسعتنا الأوراق والأقلام.الإنتكاسات تلو الانتكاسات، السقوط تلو السقوط...، لكن لا أحد ينتبه..!
فكيف يمكن أن يكون سقوط تفاحة على إسحاق نيوتن قد غير مجرى حياتنا العلمية، كيف يمكن أن يحدث هذا. إنه الحدس العلمي الذي افتقدناه، والطاقة الخفية التي علمت العلماء أن الإنجازات العظيمة تأتي فقط من الأشياء الصغيرة والتفكير البسيط المبني على الروح العلمية الصادقة.
فمتى تعلمنا سقطاتنا المتكررة، سواء على مستوى ذواتنا أو على مستوى الأمة أن ننتبه إلى هذه اللحظات الصغيرة علنا نكتشف شيئا جديدا يحررنا من تخلفنا الحضاري.
بالمناسبة اليوم هو الذكرى 367 لميلاد العالم الكبير إسحاق نيوتن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظام البطاقات البحثية بالصور

شرح منظومة تفصيل عقد الدرر في الطرق العشر لنافع - لشيخنا الجليل محمد السحابي (7)

مشروع كتابة رواية (السكين والوردة) 1-البداية.