إنتخابات البلاغة الواضحة/الفاضحة.


مهرجانات الكلمة الجميلة، والبلاغة الواضحة، والسليقة اللغوية المتوارثة كابرا عن كابر تبدأ في موسم الانتخابات...شيء رائع حقا أن ترى وجه سيبويه ، وتشم رائحة السكاكي في القرن الواحد والعشرين!
من التعاريف البسيطة الواضحة في باب الخبر والانشاء، أن يعرف الخبر بكل ما يحتمل الصدق والكذب، أما الإنشاء فهو ما لا يحتمل صدقا ولا كذبا..!
شيء رائع حقا!
الأروع منه هو التزام المترشحين للانتخابات قواعد البلاغة العربية بشكل يجعلهم أكثر دفاعا عن الفصاحة العربية من كل المجامع اللغوية في الوطن العربي.
خطابهم الانتخابي كله يشمل جملا خبرية رائعة من قبيل:
نوفر لكم خدمات الصحة والتعليم.
نساعدكم على توفير العمل المناسب.
نبني لكم المدارس والمستشفيات.
كل الأفواه الجائعة تجد خبزا وأشياء أخرى....وهكذا من الجمل التي لا تنتهي.
جمل خبرية تحتمل الصدق والكذب بنسبة متساوية.
بمعنى آخر احتمال عدم الوفاء بالبرنامج الانتخابي وارد بنسبة 50 في المائة، لذلك ليس من حق المواطن العربي أن يطالب هؤلاء بتحقيق ما التزموا به أمام ناخبيهم، لأنهم قالوا الحقيقة في الحملات الانتخابية، وأن العيب كل العيب في المواطن العربي لأنه لم يفهم الحكمة الخارجة من أفواههم المعطرة بعصير العنب والبرتقال.
العيب كل العيب أن المواطن العربي لم يصدق لحد الآن أنه جاهل متخلف ألعوبة في يد الآخرين، يفعل به ولا يفعل شيئا.
هنيئا للمنتخبين -بفتح الخاء- لأنهم صدقوا بما وعدوا،أما الناخب العربي فعليه أن يدخل بيته أو خيمته ويسد الباب من ورائه ويقول الحمد لله على نعمة الفوضى...!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نظام البطاقات البحثية بالصور

شرح منظومة تفصيل عقد الدرر في الطرق العشر لنافع - لشيخنا الجليل محمد السحابي (7)

مشروع كتابة رواية (السكين والوردة) 1-البداية.